بسم لله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
ماذا عساي أقول وقد فارقتنا أخانا سي عبد الواحد، وغادرتنا إلى دار البقاء، وقد تعودناك بيننا وألفنا حضورك معنا بحكمتك وهدوئك وتواضعك.
أية كلمات ستوفيك حقك، أخانا الكبير، في هذه اللحظة الأليمة التي نتقبلها بقلوب يغمرها الإيمان، فلا راد لقضاء لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أية كلمات ستسعفنا في تعداد آثارك الطيبة وخدماتك الجليلة طيلة مسار تاريخي حافل بالعطاء، كانت فيه الأولوية للوطن، والتشبث بثوابته.
أخانا سي عبد الواحد، كنت دوما حاضرا في مسيرة جماعية تطمح إلى تحقيق الأفضل باستمرار. كنت في المغرب الذي عشته، بكل الأحاسيس الممكنة والمشاعر الصادقة، فاعلا ومبادرا، منصتا جيدا ومساهما وازنا، خدوما لوطنك. منك تعلمنا الحرص على العهد، بكل المروءة وبكل الصمود.
عبرك أدركنا قيمة الانتماء للفكرة، ومعنى الثبات على الموقف، في مدرسة كنت من مؤسسيها وحاضنيها كي تنقل الرسالة من جيل إلى جيل، وكي تسهم في بناء وتعزيز مغرب الديمقراطية والمساواة والتنمية.
تعددت المهام والشيم واحدة محورها الوفاء والإخلاص، في مختلف السياقات وبجميع العناوين: السياسي المناضل، الأستاذ الجامعي، المسؤول الحكومي، المنتخب البرلماني، المنتخب المحلي أو القائد الحزبي.
من موقع المسؤوليات المختلفة: حكومية وبرلمانية وحزبية، كنت مثالا للمسؤول النزيه الذي نذر حياته لخدمة المصلحة العليا للوطن.
رجل الدولة الصادق الأمين الذي خدم بلاده في أكبر المحطات: محطة استقلال البلاد تحت قيادة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، ومحطة بناء الدولة تحت قيادة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، ثم محطة الإقلاع التنموي التي يقودها جلالة الملك محمد السادس من البدايات إلى اليوم.
كنت من المساهمين في تطوير المسار المؤسساتي الديمقراطي منذ البدايات الأولى نائبا برلمانيا. رئيسا للفريق الاشتراكي . رئيسا لمجلس النواب، واستطعت حينها، بحنكتك الراقية وحسك التوافقي، أن تيسر العديد من التراكمات الإيجابية لحكومة التناوب داخل المؤسسة البرلمانية.
مسؤول حكومي رزين وقامة وطنية شرفت بلادنا في المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الاتحاد البرلماني الدولي وأيضا قائد جسور حافظ، وهو كاتب أول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على وحدة الحزب في لحظات صعبة عشناها معا، وعملنا معا من أجل الانبعاث واستعادة المبادرة.
لن نوفيك حقك أخانا سي عبد الواحد، لأن المقام لا يسعف في ذكر كل التفاصيل، لكننا على العهد باقون، ونعاهدك على الوفاء كما كنت وفيا.
فاللهم تغمد فقيدنا بواسع رحمتك ومغفرتك ورضوانك، وأسكنه فسيح جناتك، وألهمنا الصبر والسلوان.
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى. «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».
صدق لله العظيم
تعليقات الزوار ( 0 )