المصادقة بالإجماع على جوهر ياسر منسقا لها
عرفت نهاية الأسبوع المنصرم حدثا سياسيا تنظيميا متميزا تمثل في انعقاد المجلس الإقليمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس، الذي احتضنه مقر الكتابة الإقليمية، بعد ظهر يوم السبت 10 يونيو 2023، وترأسه عضوا المكتب السياسي محمد إنفي وجواد شفيق الكاتب الإقليمي بفاس .
في عرضه التوجيهي لم يفت محمد إنفي أن يسجل كثافة الحضور ونوعيته، والذي عكس مختلف الأجيال من الذين واكبوا نضالات الاتحاد منذ المؤتمر الاستثنائي 1975، والحضور الكثيف للنساء والشباب والمنتخبين والأطر النقابية والجمعوية والفروع الحزبية، مما يجسد استمرار الرسالة الخالدة من جيل لجيل.
وبعد افتتاح الاجتماع من طرف جواد شفيق، عضو المكتب السياسي والكاتب الإقليمي، بقراءة الفاتحه على روح الفقيد عبد الواحد الراضي، الذي حملت الدورة اسمه، وعلى من فقدهم الحزب في المدة الماضية من مناضلين أو ذويهم، قدم عضو المكتب السياسي محمد إنفي عرضا توجيهيا لخص فيه الوضع السياسي مشيرا، في البداية، إلى قرار المكتب السياسي والمجلس الوطني للحزب بجعل السنة الحالية سنة تجديد كل التنظيمات الحزبية الأفقية، الإقليمية والجهوية والمحلية، والعمودية القطاعية، والتي بدأ في تنفيذها عمليا مثل المؤتمر الوطني للشبيبة الاتحادية، والمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، والمؤتمرات الإقليمية لمكناس وإنزكان وميدلت وقلعة السراغنة على سبيل المثال.
وفي معرض قراءته للتجربة الديمقراطية المغربية، وقف عضو المكتب السياسي عند أهم المحطات، وذكر بالمواقف المشرفة للاتحاد دفاعا عن القضية الوطنية وترسيخا للديموقراطية، مرورا بتجربة التناوب بقيادة الفقيد عبد الرحمن اليوسفي ودورها في إنقاذ المغرب من (السكتة القلبية) ، وفي سلاسة الانتقال من عهد الملك المرحوم الحسن الثاني إلى عهد الملك محمد السادس .
كما إشار إنفي إلى عدد من المواقف المشرفة للاتحاد سواء حين شارك في بعض الحكومات أو من خلال موقعه في المعارضة، ومنها فضيحة تغول التحالف الحالي في الحكومة، وعجزه البين عن ابتكار الحلول الناجعة للقضايا التي تهم الجماهير كمشكل الغلاء ومواجهة الجفاف، وعدم التفاعل بالجدية والمردودية المطلوبتين مع المشاريع والبرامج الاجتماعية التي أطلقها جلالة الملك .
أما جواد شفيق، عضو المكتب السياسي والكاتب الإقليمي للحزب بفاس، فقد قدم تقريرا مفصلا باسم الكتابة الإقليمية تناول بالقراءة والتحليل تجربة الكتابة الإقليمية منذ 2015، والتي انتخبت في ظروف جد صعبة مر بها الحزب، مما جعلها تواجه ذلك الوضع وبوسائل محدودة، وفي أجواء مشحونة في أغلب الأحوال…
وفي هذا الصدد ذكر جواد شفيق بأن هذه الأجواء غير السليمة كان لها انعكاس وخيم على الأداء الانتخابي سنتي 2015 و 2016 مما خلق حالة يأس شبه شامل، وتقاذف للمسؤوليات وحملات غير أخلاقية.
ومع ذلك، يقول الكاتب الإقليمي للحزب، كان ما تبقى من الكتابة الإقليمية بمعية بعض المناضلين أمام خيارين لا ثالث لهما : ترك الجمل بما حمل، أو تحمل المسؤولية ومحاولة استنهاض ما تبقى من التنظيم والضمير الحزبي، فوقع الاختيار على الخيار الثاني، لتنطلق بذلك دينامية كبيرة كان عنوانها البارز الانفتاح على المجتمع والإعلام والسلطات والنخب، تنظيم لقاءات إشعاعية كبرى أطرتها قيادات وأطر اتحادية ( المرحوم عبد الواحد الراضي، عبد الحميد جماهري ، يونس مجاهد ، طارق المالكي ، بديعة الراضي ، عبد المولى عبد المومني ، محمد الخضوري ، ..) وتم تتويج هذه اللقاءات بتنظيم حفل تكريم ضخم وتاريخي للمرحوم المجاهد عبد الرحمان اليوسفي بحضور شخصيات وجمهورغفير، وتأطير من مبارك بودرقة ، عبد الحميد جماهري، إدريس الكراوي …
وبعد ذلك احتضنت فاس ندوة الحريات الفردية تحت رئاسة الكاتب الأول إدريس لشكر.
وموازاة مع ذلك عقدت عشرات مجالس الفروع والقطاعات والتنظيمات الحزبية، وتنظيم عشرات الزيارات لمختلف مناطق الإقليم، ولمعظم الاتحاديين والاتحاديات..
وأضاف المتحدث بأن هذه الدينامية الحزبية التي استمرت بشكل يومي حوالي سنتين، قد مكنت الحزب من أن يسترجع ثقة أبنائه أولا، وثقة عشرات المواطنين والعاطفين الذين احتضنهم الحزب ووفر لهم فضاء وإمكانية التعبير عن طموحاتهم في الانخراط في العمل السياسي وفي العملية الانتخابية…
لقد ساعدت هذه الدينامية، يضيف الكاتب الإقليمي، على إعداد تصور واضح وطموح لانتخابات 2021 ، وهوالتصور الذي تم عرضه على الكاتب الأول للحزب خلال زياراته العديدة إلى مدينة فاس، مما ساعد الحزب على وضع لوائحه بشكل شبه نهائي أشهرعديدة قبل موعد الانتخابات.
ولما حل موعد هذه الأخيرة (8 شتنبر 2021) ، كان الحزب جاهزا، وخاض الاتحاديات والاتحاديون حملة انتخابية نظيفة وقوية لتتوج المرحلة بنتائج انتخابية متميزة مكنت الحزب، بحنكة وتجربة، من المشاركة الوازنة في تدبير الشأن المحلي على صعيد المقاطعات والجماعة، علما أن الحزب قد فاز بمقعد برلماني أيضا (محليا) وبمقعد عن اللائحة الجهوية للنساء.
ولم يفت الكاتب الإقليمي أن يشير إلى مشاكل فاس المتراكمة التي لايمكن مواجهتها بالوسائل المحلية، وتقصير المسؤولين المنتخبين في الترافع عنها لدى الحكومة ورئيسها، منوها بالعمل الذي يقوم به المنتخبون الاتحاديون، والملفات التي يطرحونها، ومؤكدا على أن التحالف والمشاركة في التسيير لا يعني بتاتا الكف عن التنبيه إلى أن منتخبي فاس ورئيس المجلس الجماعي بالخصوص عليهم أن يرفعوا من وتيرة الترافع وطرح الملفات الحارقة ( نقل عمومي ، نظافة، تجهيزات أساسية، استثمارات عمومية وخصوصية…) ، لأن فاس وساكنتها طال انتظارهم كي يروا مدينتهم في حلة وحالة أخرى أفضل .
وبطبيعة الحال فقد شدد الكاتب الإقليمي على أنه لا سبيل للنهوض بفاس وأوضاعها إلا بشراكة وتعاون وثيقين مع كل سلطات فاس الإدارية والترابية والاقتصادية، خاصة وأن تجربة النهوض بالمدينة العتيقة لفاس تعطي النموذج الذي يجب أن يقتدى به في هذا المجال .
وفي ختام مداخلته، قدم جواد شفيق عرضا مدققا ومفصلا حول جانب التدبيرالمالي للحزب، وممتلكات الحزب بالإقليم .
وفي مناقشة العرضين واللذين عكسا ملامستهما للواقع العملي، أظهر العدد الكبير من المتدخلين والمتدخلات :
*الاهتمام الكبير بقضايا التنظيم وبمشاكل المواطنين.
*توجيه ومساندة المنتخببن الاتحاديين ليكونوا خير مدافع عن قضايا المواطنين والسعي لحل مشاكلهم.
*سيادة روح الأخوة الاتحادية والرغبة الجمعية في تلافي الخلافات الجانبية واستحضار الأهداف النبيلة للاتحاد في خدمة الوطن والمواطنين.
وفي آخر المجلس الإقليمي تم تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر الإقليمي السابع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس، أجمع أعضاؤها على إسناد مهمة المنسق لياسر جوهر، عضو المجلس الوطني للحزب ورئيس مجلس مقاطعة فاس المدينة.
تعليقات الزوار ( 0 )