بعميق الأسى والحزن ننعي رحيل المؤسس والقيادي الاتحادي السي محمد الحبابي رحمه الله.، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء ٢٠ يونيو ٢٠٢٣ .
وبرحيله يفقد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ( الاتحاد الوطني سابقا) أحد مؤسسيه ومناضلا من ثلة المخلصين الصامدين. كما تفقد الحركة الديموقراطية الوطنية ، قامة من قاماتها، وأحد الوجوه البارزة في مسار البناء الوطني،
وسيحتفظ التاريخ للفقيد بمجهوداته الكبيرة في لحظة التأسيس الوطني، إلى جانب قامات وطنية وتقدمية جديرة بالتاريخ، حيث عمل رحمه الله مدير الديوان للفقيد عبد الرحيم في بوعبيد وزير الاقتصاد والمالية في حكومة عبد الله ابراهيم في ستينيات القرن الماضي، وساهم إلى جانب مجموعة من الوطنيين التقدميين الذي مكَّنوا المغرب المستقل من أدوات استقلال قراره السياسي والاقتصادي غذاة الانعتاق من الحماية.
وقد حصل الفقيد على شهادة البكالوريا في ١٩٤٧، حيث تابع دراساته في معهد الدراسات السياسية، هناك حيث التقى الفقيد عبد الرحيم بوعبيد ، وهو اللقاء الذي دشن بداية في تغيير حياته وقناعاته في تلك الفترة.
وقد عاد الفقيد الى المغرب بصفة نهائية في ١٩٥٥، بعد حصوله على الشهادة العليا في العلوم السياسية و،الدراسات العليا في الاقتصاد ودكتوراه في الحقوق.
ومن معالم تلك الفترة تأليفه لكتاب «الحكومة المغربية في فجر القرن العشرين»، والذي تمكن من تقديم نسخة منه الى الراحل المغفور له محمد الخامس.
وإلى ذلك يعد من الاساتذة الأوائل الذين ساهموا في تكوين أجيال متتالية من طلبة الجامعة المغربية، وعلى يديه تخرج عشرات الالاف من الطلبة، كما نهلوا من معين تفكيره وتكوينه العلمي في الاقتصاد والجغرافية الاقتصادية، وقد تسلح اجيال عديدة بما وفره من أدوات تحليل علمي رصين واكاديمي متمكن، ساهم مساهمة فعالة في توفير المورد البشري الضروري لمغرب ما بعد الاستقلال.
ويسجل التاريخ الوطني للراحل ربطه الدائم بين التكوين العلمي والتأليف الأكاديمي ، اضافة الى انخراطه الميداني في كل مناحي الحياة الوطنية. وقد ترك للخزانة الوطنية معالم أساسية في تاريخ البحث العلمي والتأليف الاكاديمي، منها كتابه الشهير «شبيبتنا في الثمانينات» الذي صدر في نهاية الستينيات من القرن الماضي، والذي حرر مقدمتَه الراحل عبد الرحيم بوعبيد..
باسم الكاتب الأول للاتحاد وأعضاء المكتب السياسي ومناضلات ومناضلي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة الى أسرته الصغيرة والكبيرة وإلى عموما الوطنيين الديموقراطيين راجين من العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يسكن الفقيد فسيح جناته. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الفريق الاشتراكي يطالب بمنهجية تشاركية لأجل قانون إضراب يخدم المجتمع

بيان منظمة النساء الاتحاديات

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»