ألقى إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كلمة خلال مؤتمر التحالف التقدمي المنظم في مدينة حيدر أباد بالهند، انتقد فيها دعاية النزاعات ولامبالاة صناع القرار، معتبرا أن لا خلاص للعالم إلا بعدالة جذرية ونظام إنساني جديد.
وأطلق إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب المشارك في المؤتمر إلى جانب فتيحة سداس، عضو المكتب السياسي، نداء لوحدة القوى التقدمية من أجل بناء نظام عالمي جديد تسوده الكرامة الإنسانية، وتُصان فيه حقوق الإنسان، وتُحقق فيه العدالة البيئية والاقتصادية والاجتماعية .
كلمة إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي ألقاها في مدينة حيدر أباد الهندية، المحتضنة لاجتماع المجلس الإداري لمجلس التحالف التقدمي، وُصفت بالحازمة والعميقة، أكد فيها أن القوى التقدمية في العالم تقف اليوم أمام لحظة فارقة تتطلب إعادة صياغة الالتزام الإنساني على أسس الحرية والمساواة والعدالة والتضامن.
وكان تدخل لشكر من أبرز اللحظات، في حضور أسماء سياسية بارزة من بينها راوول غاندي، رئيس حزب المؤتمر الهندي، ووزير الخارجية السابق سلمان خورشيد، والوزير الأول لبانما، حيث اتسم بالوضوح في الرؤية والصدق في التعبير عن التحديات التي تواجه البشرية في هذه المرحلة.
الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي أشار في كلمته إلى ما يشهده العالم من دمار وإبادة نتيجة الحروب، وانتقد بشدة دعاية النزاعات ولامبالاة صناع القرار، كما سلط الضوء على الانهيار البيئي الناتج عن نماذج اقتصادية جشعة تهدد التوازن الطبيعي وكينونة الإنسان، مؤكداً أن ما يميز البشر—إرادتهم الحرة وقدرتهم على الإبداع—بات اليوم مهددا في ظل أنظمة تكنولوجية تعمق العزلة والتغريب.
ولم يتوقف لشكر في كلمته عند التشخيص، بل دعا إلى إعادة تأكيد التمسك بالقيم الأساسية للديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الاستبداد بات يغري الشعوب من جديد، ما يفرض على التقدميين التشبث بنموذجهم القائم على دولة القانون والعدالة الاجتماعية. وشدد على أن التغيير الجذري في قواعد النظام العالمي لم يعد ترفا فكريا، بل ضرورة تاريخية.
وتوقّف لشكر عند أولويات العمل التقدمي، مسلطا الضوء على العدالة البيئية من خلال ميثاق أخضر عالمي، والعدالة الاجتماعية عبر سياسات إدماج شاملة، والدفاع عن الديمقراطية في وجه التضليل والإساءة للحوكمة الرقمية. كما دعا إلى تعزيز السلام الإنساني، مؤكدا أن الأمن الحقيقي لا يأتي إلا عبر العدالة والاحترام المتبادل لسيادة الشعوب.
واعتبر الكاتب الأول أن إصلاح الحوكمة العالمية لا يجب أن يُختزل في تمثيلية رمزية للجنوب، بل ينبغي أن يعالج الجذور البنيوية للتفاوتات، وأعاد التأكيد على مسؤولية دول الشمال التاريخية في فرض التبعية على الجنوب، عبر الاستعمار، ونهب الموارد، والديون، ونماذج اقتصادية تضر بالبيئة والإنسان.
كما تحدث لشكر عن استعادة السيادة في أبعادها الثقافية والعلمية والسياسية والاقتصادية، داعيا شعوب الجنوب إلى التحرر من النموذج المفروض، وبناء أنظمة محلية تعبر عن واقعها واحتياجاتها.
واختتم كلمته بنداء صادق لوحدة القوى التقدمية من أجل بناء نظام عالمي جديد تسوده الكرامة الإنسانية، وتُصان فيه حقوق الإنسان، وتُحقق فيه العدالة البيئية والاقتصادية والاجتماعية، في عالم أصبح فيه قول الحقيقة، والوقوف إلى جانب المستضعفين، عملا سياسيا نبيلا أكثر من أي وقت مضى.
وعقد إدريس لشكر، على هامش هذا المؤتمر، لقاءات مع كل من قادة التحالف التقدمي العالمي، وقادة التحالف العربي والإفريقي، للدفاع عن القارة الإفريقية بصفة عامة والمغرب بصفة خاصة داخل هذا المؤتمر العالمي، كما كان له إلى جانب فتيحة سداس، لقاء مع نساء التحالف العالمي للمساواة بين الجنسين للوصول إلى الجندرة في لجنة النوع الاجتماعي والمساواة .
ودافع الكاتب الأول للحزب عن تمكين دول الجنوب من موطئ قدم عادل داخل منظومة القرار العالمي، مع التأكيد على ضرورة إصلاح توازنات الحوكمة الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن ومنظومة الأمم المتحدة، في أشغال مؤتمر التحالف التقدمي العالمي المنعقد بمدينة حيدر آباد بالهند.
وأبرز الكاتب الأول التجربة الوطنية في مجالات التنمية البشرية، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتمكين النساء، باعتبارها نموذجا صاعدا من الجنوب، يمكنه الإسهام في صياغة نظام عالمي أكثر عدالة .
وتعد مشاركة الاتحاد الاشتراكي في مؤتمر «حيدر أباد»، خطوة دبلوماسية حزبية مهمة، تعكس رغبة الحزب في الاضطلاع بدور فاعل على مستوى الدبلوماسية الموازية، والدفاع عن القضايا الاستراتيجية للمغرب من موقعه داخل الساحة الدولية التقدمية. وفي وقت سابق كان عدد من المتتبعين قد عبر عن ترقبهم لمداخلة الوفد المغربي، خاصة وأن المؤتمر يراهن على بلدان الجنوب كـ»محرك رئيسي للتحول الديمقراطي والعدالة الكونية».
ويعد الوفد الاتحادي، من بين الوفود البارزة المشاركة في هذا اللقاء الدولي، الذي يجمع قيادات سياسية ونقابية ومدنية من أكثر من 50 دولة، تمثل تيارات اشتراكية واجتماعية ديمقراطية، تسعى إلى مواجهة التحديات العالمية، من «الأزمة المناخية» إلى «الشعبوية الرقمية» مرورا بـ»أزمة الحوكمة العالمية».

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

المعارضة الإتحادية بمجلسي البرلمان تقدم مقترحات عملية لتقوية مشروع قانون المسطرة الجنائية

الكاتب الأول إدريس لشكر يحضر مؤتمر التحالف التقدمي العالمي المنعقد بالهند

بلاغ المكتب السياسي لاجتماع يوم الاثنين 21 أبريل 2025

المصادقة بالإجماع على مقترح يعزز حقوق كافلي الأطفال المهملين الذي تقدم به الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية بمجلس النواب ..