في الكلمة الافتتاحية لاجتماع اللجنة المركزية للشبيبة الاتحادية المنعقد يوم السبت بالمقر المركزي ، فقد شدد الكاتب الاول للحزب ادريس لشكر على ضرورة مواصلة الشبيبة الاتحادية للمساهمة في خلق دينامية جديدة في الحقل الجامعي وفي الرفع من مستوى النقاش السياسي على أكثر من موقع.
وفي هذا السياق، حيا الكاتب الاول للحزب التحول الإيجابي الذي بدأت تعرفه الشبيبة الاتحادية, مطالبا في ذات الآن بمواصلة بذل مزيد من الجهود من أجل تبوأ مكانة في الحقل السياسي.
وأكد ادريس لشكر أن الشبيبة الاتحادية اليوم تقدم نموذج الشباب المتفاني, مشيرا إلى الدور الذي لعبته خاصة فيما يرتبط بالعلاقات الخارجية, و خاصة في التعريف بقضية المغرب الوطنية الأولى، وأيضا في الدفاع عن قيم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية, سواء تعلق الأمر بقيم العدالة، والمساواة، التي يجب أن يلعب فيها الحزب والمنظمة دورهما كاملا.
وثمن الكاتب الأول الدور الطبيعي للشبيبة الاتحادية، الذي لابد أن يظل أحد مرتكزاته النجاعة في الفعل والموقف، وراهن على دور الشبيبة الاتحادية في خوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة وحثها على المشاركة على المستوى المحلي والجهوي في غمار خوض تجربة تدبير الشأن المحلي.
وطالب ادريس لشكر بضرورة استفادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من انخراط الشبيبة الاتحادية في الثورة الرقمية, وعيا منه بنجاعة الفعل الرقمي صورة وخطابا على مختلف ناصيات التواصل والاتصال. وحث على ضرورة تقاسم التجربة في هذا المجال وتلاقح الأفكار من أجل استثمار جيد لمقومات الاتصال والتواصل في أفق الاستحقاقات الانتخابية لما تلعبه آليات التواصل من دور في خلق مجال للانفتاح والتقارب وقياس مدى التحولات التي يعيشها المجتمع في مجالات مختلفة.
وأعلن الكاتب الأول للحزب في هذا الإطار, أن الحزب بصدد التفكير في امكانية خلق مؤسسة تعني بالاتصال المعلوماتي والاحصاء والأرشيف سوف يتم فيها اشراك كل منظماته وتنظيماته لتكون قوة اقتراحية لمواجهة رهاناته المستقبلية من أجل خوض معاركه السياسية المقبلة.
وطالب ادريس لشكر من الشبيبة الاتحادية, أن تكون قوة اقتراحية تساهم بأفكارها لأجل تطوير العملية الانتخابية, سواء الجماعية أو الجهوية شكلا ومضمونا, مما يشكل دون شك قيمة إضافية للحزب.
وشدد الكاتب الأول ادريس لشكر على أن الشبيبة الاتحادية مطالبة انطلاقا من اليوم بالتفرغ والعمل من أجل ربح الرهان في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة كونها رقما أساسيا في الانتخابات القادمة التي ستغني تمثيليتها في اللوائح الوطنية.
وطالب ادريس لشكر الشبيبة الاتحادية بدعم صحافة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية, من خلال اقتراح الافكار الجديدة لتوسيع انتشارها والتعريف بالتحولات التي تعرفها شكلا ومضمونا, سواء في أوساط الشباب او عموم المجتمع المغربي.
ومن جانبه قال عبد الله الصيباري, الكاتب العام للشبيبة الاتحادية, ان «لا خلاص للمغرب إلا مع الشبيبة الاتحادية, وتاريخنا من يزكينا، حاضرنا أيضا يزكينا وتزكينا أيضا مواقفنا والتي لم نخرج بها أبدا عن ما أراده المغاربة من خلال دستور 2011».
وأكد الكاتب العام للشبيبة الاتحادية أن الجميع اصدقاء و خصوم شرفاء,يشهدون ان وطنيتنا وحدها تؤسس لمواقفنا، هذه الوطنية هي من جعلتنا في طليعة المدافعين عن قضايانا الوطنية وعلى رأسها قضية الصحراء.
وأعلن عبد الله الصيباري ان الشبيبة الاتحادية بخير وأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بخير, وهذا خير جواب عن من لاتزال في نفسه متمنيات تقول بوشك زوال فكرنا ومشروعنا وحزبنا. وقال «ها نحن اليوم في اجتماع لجنتنا المركزية نعلن اننا جديرون بتاريخ منظمتنا وحزبنا ومغربنا, معنيون بحاضرهم ومسؤولون عن مستقبلهم».
وأشار الكاتب العام للشبيبة الاتحادية الى أن رهاناتنا وما مطروح علينا مستقبلا من أجل حماية وطننا من أخطار الاستبداد الديني والسياسي لن تستقيم من دون صف وكتلة اتحادية واحدة وموحدة في التشخيص وفي الآفاق وفي الآليات والأساليب.
وأوضح عبد الله الصيباري أن دورة «فرسان الحرية, شهداء الشبيبة الاتحادية» التي اتخذها اجتماع اللجنة المركزية للشبيبة الاتحادية شعارا لدورته الحالية تصادف الذكرى 35 لانتفاضة الدار البيضاء، تلك الانتفاضة التي خرج فيها عمال وفقراء الدار البيضاء ونواحيها وبعض المدن المغربية كفاس والناظور محتجين على السياسات اللاشعبية للحكومة المغربية آنذاك, والذين أنهكتهم بالزيادات في أسعار المواد الغذائية.
وقال الكاتب العام للشبيبة الاتحادية ما أحسن مغرب اليوم مقارنة مع مغرب البارحة وعلى كل المستويات، وهو وضع يعود لحزبنا الفضل فيه خصوصا باستحضار منجزات حكومة السي عبد الرحمان اليوسفي، ولكن لا شبه بين حكومة اليوم وحكومة البارحة، حكومة بنكيران التي تأبي إلا أن تكرس انطباعا واحدا وهو أنه لا شيء تغير في هذا البلد، حكومة بنكيران التي تحاول جاهدة اخفاء عجزها ومداراة فشلها وتجاوز قدرتها على إبداع وابتكار حلول المشاكل المغربية من خلال اجتهادها وتفانيها في تمرير وتصريف سياسات المؤسسات المالية الدولية, راهنة بذلك المغرب للعقود القادمة ومثقلة الفقراء والمساكين بالضرائب وبالزيادات في الأسعار والفواتير.
وأشار عبد الله الصيباري الى إن واقع الشباب المغربي مع هذه الحكومة لا يختلف كثيرا مع واقع الفئات الاجتماعية الأخرى، فالواضح أنها لا تملك أي مشروع أو استراتيجية تتجه بها نحو فهم انشغالاتهم والتفكير معهم لأجلهم، وحتى تلك البرامج القطاعية التي سنتها من أجلهم سرعان ما تعثرت, نظرا لأنها افتقرت لأهم عنصر لضمان نجاحها والمتمثل في إشراك الشباب كمعني بها عبر المنظمات والهيئات الجادة التي تمثله.
وعبر عن قلق الشبيبة الاتحادية على مستقبل المغرب، خصوصا أن واقع الحال المتسم بالتردي وبالنكوص جراء غباء هذه الحكومة التي ابتلينا بها، قلق لاشك أنه في تزايد مستمر اطرادا مع النتائج والمصائب الناتجة عن كيفية اشتغالها والواضح أنها تفتقر لحس الإبداع والمسؤولية وخلص أن الواقع عنيد، وما زاد في عناده هو حالة البؤس التي أصبح فيها جراء بؤس الحكومة المغربية، لكن حتى الفكرة عنيدة.
ومن جانبه قدم حسام هاب، عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، خلال هذا الاجتماع الذي حضرته عضو المكتب السياسي للحزب السعدية بنسهلي ، الخطوط العريضة للتقرير السياسي والتوجيهي للمنظمة الذي عرض على اللجنة المركزية من أجل المناقشة والمصادقة بعد إدخال التعديلات.
ويتضمن التقرير السياسي والتوجيهي السياق العام لانعقاد دورة اللجنة المركزية تحت شعار «الشبيبة الاتحادية نضال مستمر مع الشباب من أجل العدالة الاجتماعية» وهو سياق عام موضوعي يشهد تحولات اقتصادية وسياسية واجتماعية عالميا وإقليميا ووطنيا مازالت تفاعلاتها قائمة بكل ما تطرحه من أسئلة وتحديات ورهانات جديدة وكذا المنطلقات الفكرية والإيديولوجية للشبيبة الاتحادية. وأيضا الرهانات المطروحة على الشبيبة الاتحادية في ظل الوضع السياسي الراهن والأدوار المطلوبة منها في سياق عالمي موسوم بالأزمة الاقتصادية والحديث عن الهوية الاشتراكية الديمقراطية الحداثية, مما يؤكد دينامية هذه الهوية لاعتبارها إنذارا مفتوحا باستمرار على الاغناء والتجديد من أجل ترسيخ قيم الحداثة الفكرية والسياسية، والانتقال من دمقرطة الدولة إلى دمقرطة الجميع.
وتحدث عن تموقع الشبيبة الاتحادية في المعارضة التي تؤكد ان تموقعها في صف المعارضة التقدمية التي اختارها الاتحاد بعد 13 سنة من التدبير الحكومي كان انطلاقا من قراءة سياسية لنتائج انتخابات 25 نونبر 2011، بالاضافة الى الاهتمام بأولويات الشباب المغربي باستيعابها تمثلات وقيم الشبيبة اليوم وطبيعة حاجياتها وبلورة خطة عمل يتكامل فيها التأطير السياسي بالتكوين الثقافي.
واشار الى المهام الراهنة في نضال الشبيبة الاتحادية السياسي، التي هي اليوم مطالبة بتأكيد الاستمرار في الالتزامات والتوجهات الفكرية التي هي من صميم اختيارها الاشتراكي الديمقراطي الحداثي.
وبدوره قدم فتح الله الرمضاني،عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، خلال هذا الاجتماع الذي سير أشغاله انس بندرقاوي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، أهم اركان التقرير التنظيمي الذي يتضمن آليات وتدابير جديدة تحمي رهانات المنظمة التنظيمية المستقبلية وتقوي التربية الديمقراطية ايمانا بالاختلاف الممارس والمبني على التنافس المحكوم والمؤطر بقوانين داخلية من أجل شبيبة ممأسسة وحديثة، فاعلة ومتحركة, سواء على مستوى العضوية، او التكوين أو التنظيم او على مستوى التواصل والإعلام.
تعليقات الزوار ( 0 )