يعتبر إقليم أزيلال من أفقر الأقاليم على الصعيد الوطني به 44 جماعة منها: 42 جماعة قروية، أزيد من 70% منها تتشكل من دواوير نائية وعميقة ببعدها وحصارها الطبيعي . وتمتد على طول سلسلة جبال الأطلس المتوسط والكبير ، ولها حدود مع خمس أقاليم ، وهي: بني ملال، قلعة السراغنة، الراشيدية، الحوز وإقليم ورززات.
ومن خلال استقراء واقع الاحصائيات ، نجد أن الأرقام صادمة ، تعكس مدى حجم معاناة ساكنة المنطقة و ضعف السياسات العمومية ، وعدم قدرتها على إيجاد حلول بنيوية لمشاكل ومحن بنيوية، خاصة في الشق المتعلق بالرفع من حجم الاستثمارات العمومية بالإقليم والتي لم تتعدى 700 درهم للفرد، وهي من أضعف النسب على الصعيد الوطني ، حيثي لا تبلغ حتى ¼ المعدل الوطني المحدد في 2100 درهم للفرد. وهذا القصور التنموي للإقليم، أفضى إلى مؤشرات اجتماعية واقتصادية جد مهولة وخطيرة. وحسب أخر الاحصائيات ، فنسبة الذين لا يعرفون القراءة والكتابة تقدر ب 47.6% ، بينما الذين يتوفرون على مستوى دراسي عادي يقدر ب 51.2%، في حين نجد أن 4.7 % لديهم مستوى ثانوي وأقل من 2.7% لهم مستوى جامعي. بينما نسبة الساكنة النشيطة 43.6%، ونسبة الذين يعيشون في سكن غير لائق 52.6% ، منهم 17% بدون كهرباء، ونسبة 20% بدون تلفاز ، و93% بدون أنترنيت ، و89% لا يمتلكون جهاز حاسوب. أما إذا استحضرنا الدواوير النائية بالإقليم من ضمنها : أيت عبدي ، أيت بوكماز ، زاوية احنصال ، ايت بلال ، أيت بولي ، واولى ، تنكارف ، أنركي …، سنقف على حجم وهول المعاناة والتهميش الذي تعاني منه الساكنة هناك.
وفي ظل غياب أي مخطط لاستثمار العرض السياحي الكبير والمتنوع بالإقليم وتأهيله وتثمينه وفتح المجال أمام استفادة الساكنة منه ، وذلك ضمن مخطط تنموي مندمج يراعي الاهتمام بالعنصر البشري، نجد العديد من مشاكل المرتبطة ، بتهيئة فضاء الشلالات المتواجدة بالمنطقة ، حيث نسجل غياب الإرشاد السياحي بالمنطقة ، وغياب فرقة قارة للوقاية المدنية … وغيرها من الخصاص، الشيء الذي يجعل من هذه المناطق مجرد منطقة عبور، وبدون أية قيمة مضافة اقتصاديا ..
وحول أوضاع الإقليم الصعبة ومعاناة ساكنته مع كل ما هو خدماتي، أوضح مرشح دائرة بزو- واويزغت الأستاذ محمد شوقي في معرض حديثه ، أن الحكومة لم تقدم على تشخيص لواقع حال مشاكل الإقليم ، قصد إخراجه من وضعية التهميش واللامبالاة، بل اكتفت بالتباكي واستغلال الأوضاع المزرية للسكان في الاستمالة الانتخابوية والسياسوية بدل إيجاد الحلول والاستثمارات الميدانية، وخطط عمل مندمجة واضحة ودائمة، وتتبع صارم للمشاريع المنجزة على قلتها والتي يندثر أغلبها فور تسلمها أو سقوط أولى قطرات المطر او الفيضانات، نظرا للغش الذي يطالها وخاصة الطرقات والمسالك والتي تنفق عليها أموال طائلة من المال العام، مضيفا أن هاجس مراقبة جودة المشاريع يعتبر من الأولويات، لوقف هدر المال العام في مشاريع تزيد من عزلة الساكنة ..
وفي ذات السياق، فقد عبر الأخ شوقي مرشح الحزب، ورئيس الجماعة الترابية لفم الجمعة ، عن أسفه الشديد كون الحكومة لم تولي أدني اهتمام للمشروع الملكي والورش الوطني الكبير والذي سيكون مدخلا أساسيا للنهوض بالدواوير المنسية والتخفيف من معاناة السكان الكثيرة والمتعددة.
ومن جهته، فقد شدد مرشح دائرة دمنات – ازيلال ، الأخ محمد أبراغ ، والتي توجد ضمن خريطتها الجغرافية أفقر جماعة قروية تسمى « أيت بولي « ، أن هناك غياب إرادة حقيقية لدى الحكومة في تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في مجال الاهتمام الاقتصادي بين كل الأقاليم وتفعيل مبدأ التضامن بين الجهات، و يظهر ذلك مع مشروع قانون تنمية المناطق الجبلية ، مؤكدا أن الدائرة التشريعية دمنات – أزيلال قد تم تفقيرها، ولم تدخل ضمن قاموس اهتمامات الحكومة ..
وعن سؤال حول الأولويات التي يراها مرشح دائرة دمنات – ازيلال الأخ محمد أبراغ للخروج بالمنطقة من محنها ومعاناة ساكنتها ، اعتبر أن أهم الأولويات لإعادة الاعتبار لإقليم أزيلال ، هو العمل والدفاع عن كرامة الساكنة ورد الاعتبار لهم بدءا من استفادة الإقليم من كافة عائداته وثرواته، خاصة وأنه يتوفر على 3 سدود، من بينها : سد بين الويدان وما ينتجه من طاقة و مليارات الأمتار المكعبة من مياه الري، إضافة إلى الإنتاج الفلاحي والزراعي .. ، مضيفا أن الإقليم يتوفر على ثروة غابوية ضخمة وذات مردودية، وأنه حان الوقت للدفاع عنها وحمايتها من كل أشكال الاستغلال الغير القانوني ، والعمل على اعداد مخططات وطنية مندمجة للحفاظ على هذه الثروة وحمايتها وتوفير مشاريع مدرة للدخل للسكان..
حسن المرتادي
تعليقات الزوار ( 0 )