أجرى الحبيب المالكي رئيس اللجنة الإدارية الوطنية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مباحثات سياسية مع زياد سلعوس نجار المنسق العام لدائرة العلاقات العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم أمس بالمقر المركزي للحزب بالرباط.
خلال هذه المحادثات السياسية التي تتزامن مع المؤتمر الوطني لمنظمة فتح الفلسطينية،أكد الطرفان بحضور كل من البرلمانية فتيحة سداس وبديعة الراضي عضوتي المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي من جهة، وغسان أبو حنش مديرة دائرة الإعلام بمنظمة التحرير الفلسطينية،على تكثيف التواصل واستمراره، وتعزيز العلاقات ما بين حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومنظمة التحرير الفلسطينية، بالنظر للتحولات والوضع العربي والمحيط الإقليمي، لما فيه خدمة القضايا العربية المشتركة وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية.
وأوضح زياد سلعوس عن الجانب الفلسطيني، اللحظة التاريخية التي تمر منها القضية الفلسطينية، بالنظر للوضع المعقد الذي يعرفه المحيط الإقليمي من تمزقات عالية وانشغالات تعرفها الدول العربية، حتى أصبحت مثار انتباه واهتمام لأوضاعها من قبل القوى العالمية، إضافة إلى الانقسام الداخلي للصف الفلسطيني الذي شكل نقطة سوداء في التاريخ الفلسطيني.
وشدد القيادي الفلسطينى على أن القضية الفلسطينية اليوم، تحتاج إلى الدعم السياسي والمادي من لدن كل الدول العربية، خاصة في هذه اللحظة بالذات، التي تكثف فيها الآلة الإسرائيلية من خططها الاستيطانية، للإجهاز على الأراضي الفلسطينية، ناهيك عن رفع حملات الاعتقالات والضغوطات على الفلسطينيين حتى في ممارسة حياتهم اليومية الطبيعية بما فيها ممارسة شعائرهم الدينية.
وعبر زياد سلعوس عن اعتزازه بالدور الهام الذي يلعبه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من أجل خدمة القضية الفلسطينية عبرعلاقاته التاريخية وعلاقاته الخارجية المتعددة في أوربا ومناطق العالم، متمنيا في الوقت ذاته تكثيف جهوده من أجل الاستمرارفي فضح السياسة الاحتلالية لإسرائيل داخل المؤسسات والمنتديات الدولية.
ومن جانبه، ذكرالحبيب المالكي أن هذه الزيارة للوفد الفلسطيني، تتزامن و المؤتمرَ الوطني لمنظمة فتح الفلسطينية.وهذا-طبعا- له دلالة خاصة. فهذه المنظمة،تعتبرالعمودالفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، مبرزا في الوقت نفسه أن الاتحاد الاشتراكي، اعتبر دوما القضية الفلسطينية قضية وطنية مقدسة، لذلك لا يتوانى في اتخاذ المبادرات لدعم كفاح الشعب الفلسطيني في واجهات مختلفة، سواء فيما يتعلق بالدعم السياسي أوالدعم المادي أوالدعم الإعلامي.
و عدّ رئيس اللجنة الإدارية الوطنية للحزب أن القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من نضال الاتحاد الاشتراكي.وتاريخيا الزمن العربي، هو زمن فلسطيني بامتياز،وكيفما كانت التحولات التي تشهدها المنطقة العربية والدولية، وأن حل القضايا العربية المطروحة –حاليا- هو –بالأساس-حل فلسطيني.
وعبر المالكي عن قلق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المتزايد بسبب ما تقوم به إسرائيل حيال الشعب الفلسطيني والأراضي الفلسطينية، إذ أنها تهدف إلى إعادة النظر في خريطة المنطقة، وكل هذا يتم –أحيانا- تحت غطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان (؟)، مضيفا أن هذه التحولات العميقة التي تعرفها المنطقة، ليست في صالح قضايا الأمة العربية والقضية الفلسطينية، لأنها تنذر بمراجعات جذرية على مستوى الخريطة الجيوسياسية ، وإسرئيل تقوم بدور فاعل في إطار هذا المخطط الجديد، هدفها بلقنة العالم العربي وإعادة النظر في مفهوم الدولة.
وأكد المالكي أن «هذه الأوضاع تسائلنا، وتدعونا لوضع خطة جديدة، لجعل القضية الفلسطينية، قضية محورية، ورئيسية للوصول للحل الذي يفرض نفسه، وهو ما يطالب به المجتمع الدولي، أي إحداث دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
ورأى المالكي أن سبيل الوصول إلى ما يطمح إليه الشعب الفلسطيني، يتمثل في اتخاذ كل المبادرات، لتقوية وحدة الصف الفلسطيني، باعتبار أن الانقسامات، هي إضعاف لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، خاصة أن خصم الشعب الفلسطيني ليس خصما عاديا، ووراءه القوة رقم واحد في العالم، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي سيساند كل ما يعزز قوة ووحدة الصف الفلسطيني.
وبخصوص الذكرى المأوية لوعد بلفور، كحدث مؤلم، قال المالكي «التاريخ لا ينصف، لكن يجب أن نعمل حتى ينصف التاريخ الأمة العربية والشعب الفلسطيني، ونحن في الاتحاد مستعدون لشرح طبيعة ما حدث منذ مئة سنة للأجيال، ونذكرهم بأن للقضية جذورا تاريخية، وأن الشعب الفلسطيني ما فتئ ينتظر الإنصاف».

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية