القمة الإفريقية الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي ستظل بدون شك قمة تاريخية بامتياز، ليس لأنها عالجت ضمن جدول أعمالها نقطة تتعلق بانضمام بلد افريقي الى المنظمة، الأمر يكتسي دلالة أقوى من ذلك بكثير، لأنه يتجاوز الاشكال المسطري المتمثل في استيفاء المغرب للشروط القانونية لنيل العضوية، ليشكل حدثا سياسيا بارزا ومفصليا.

فأن يجلس الى مأدبة عشاء جلالة الملك ،الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس دولة فلسطين الى جانب أغلب قادة الدول الإفريقية، فذلك يعني أن المغرب يوجد في قلب الشرعية الدولية، وأنه يساند من خلال رمزية فلسطين كفاح الشعوب الحقيقية من أجل تحررها واستقلالها.

وأن ترحب 42 دولة بعودة المغرب الى أسرته الافريقية المؤسسية بعد غياب دام أكثر من ثلاثين عاما، فذلك يعني عودة أحد كبار مؤسسي الوحدة الافريقية في زمن الكفاح الحقيقي من أجل التحرر من الاستعمار، وهو ما التقطته بعناية ملحوظة كبريات الصحف والمنابر الإعلامية الدولية.

ثم ان انتخاب سلطة تنفيذية جديدة لهذه الهيئة يعني أن النفوذ السياسي للمحور الجزائري–الجنوب افريقي بدأ يتقهقر ولعل عجز هذا المحور عن تعبئة الدول الافريقية للتصويت ضد المغرب يؤشر بقوة الى نهاية الزعامة القارية لدولة جنوب افريقيا، ومعلوم أن الرئيس الغيني ألفا كوندي المنتخب خلال هذه القمة رئيسا للاتحاد الإفريقي هو رفيق لنا في الأممية الاشتراكية، وسبق أن انخرطنا في الاتحاد الاشتراكي في حملة تضامنية معه داخل الأممية

الاشتراكية من أجل إطلاق سراحه في أواخر التسعينيات، وهي مناسبة اليوم لكي نهنئه على الثقة التي حظي بها من لدن القمة الإفريقية.

كذلك يمكن اعتبار أن عودة المغرب الى الاتحاد الأفريقي هو في حد ذاته انتقال الى مرحلة جديدة في النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، مرحلة جديدة ومتطورة في تثبيث السيادة المغربية على أقاليمنا الصحراوية من قلب منظمة الاتحاد الافريقي.

لكن الدلالة الأقوى في خضم هذا الحدث البارز هو الحضور الشخصي لجلالة الملك محمد السادس في صناعة هذا الحدث وفي حسن تدبيره، وأعتقد أنه لولا هذا الانخراط الشخصي لجلالته لما اتخذ الحدث كل هذا الزخم وهذا النجاح الباهر، لذلك فإننا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لا يمكن الا أن نرفع تحية التقدير والاعتزاز لجلالته وأن نجدد تأكيدنا على أننا كحزب سياسي وازن سنضاعف جهودنا لتعزيز هذا المسار الاستراتيجي، وللتوجه أكثر نحول العمل الافريقي المشترك مع الأحزاب الاشتراكية والتقدمية في القارة الافريقية.

ونحن اليوم في هذا السياق بصدد توجيه رسائل شكر الى عدد من القادة الاشتراكيين الافارقة الذين ساندوا عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي، كما اننا في نفس الاتجاه نضع اللمسات الأخيرة على استضافة ملتقى الاشتراكيين الأفارقة بالرباط، وليلة انطلاق أشغال قمة الاتحاد الافريقي بأديس أبيبا كان ممثل الاتحاد الاشتراكي متواجدا في اجتماع هام لمجموعة الاتصال الأفريقية انعقد بدكار من أجل التشاور حول ترتيبات المؤتمر المقبل للأممية الاشتراكية وحل سبل تعزيز مكانة أفريقيا في هذه المنظمة الدولية.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

بيان منظمة النساء الاتحاديات

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني