يونس مجاهد
من الطبيعي أن يطرح كل المتتبعين للشأن العام، المآل الذي تتوجه إليه الحركة الاحتجاجية في الحسيمة، لأنها، كما هو الشأن بالنسبة لكل الحركات الاحتجاجية، لابد أن تكون لها نهاية، حيث لا يمكن أن تستمر بشكل أبدي، خاصة وأن لها أهدافاً معينةً، حسب تصريحات منظميها، تتمحور حول مشاكل اجتماعية، ومعضلات التهميش والتنمية في هذه المنطقة.
لحد الآن، رغم مرور أسابيع على هذه الحركة الاحتجاجية، لا يظهر كيف سيتم التوصل إلى حلول بناءة، تساهم فيها كل الأطراف المعنية بها، وعلى رأسها الحكومة، والمسؤولون عن تنظيم الوقفات والتظاهرات، بل يبدو أن هناك نوعا من المواجهة، يزداد حدة، في الوقت الذي كان فيه من الضروري البحث عن مخرج منطقي وواقعي.
لذلك، فإن الوضع أصبح مقلقاً، يحتاج إلى استحضار مصلحة السكان، الذين قد يتقاسم البعض منهم، مطالب المحتجين، خاصة ما يتعلق بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وبالإضافة إلى هذا الهدف، فإن المصلحة الوطنية، تقتضي من الجميع الكفّ عن التصعيد والمزايدات، لأنها تؤدي إلى الدخول في مأزق لن ينتهي.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها حركات احتجاجية، من مختلف الآفاق، لكنها تتمحور حول مطالب ملموسة، وليس حول شعارات عامة، لا يمكن تلبيتها بشكل آني ومستعجل، لأن هناك عدة مناطق في المغرب، تعاني من الفقر والتهميش والبطالة… ومعالجة أوضاعها يمكن أن تخضع لإجراءات متعددة الأبعاد.
ما هو مطلوب اليوم، هو اعتماد حوار مؤسساتي وجدي، في إطار تصور شامل لمعالجة اختلالات وتلبية مطالب، في حدود الممكن، لأن هناك مشاكل بنيوية لا يمكن حلها إلا في الأمد المتوسط والبعيد. وما يمكن قوله هو أن الرسالة التي أرادت الحركة الاحتجاجية، في الحسيمة، أَن توصلها، قد وصلت، وينبغي تحويل هذا الوضع إلى مكاسب ملموسة، لأن الاستمرار في رفع الشعارات العامة، لن يؤدي إلى أي نتيجة.
المكسب الكبير ، أن تتطور روح المواطنة وأن تتواصل، وتتبلور في أشكال منظمة ومؤسساتية، بناءة. أما التوجه الذي يدفع نحوه بعض المحتجين، من تهجم على المؤسسات والأحزاب وغيرها من مقومات الدولة الديمقراطية، فسيؤدي، تدريجياً إلى عزل هذه الحركة، بدون آفاق، والتي من الممكن أن تخرج ناجحة لو نهجت نهج الواقعية، وساهمت في اتجاه التوصل إلى مكاسب ملموسة.
تعليقات الزوار ( 0 )