وصف إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب مساء أول أمس الثلاثاء، الحكومة الحالية بقيادة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بـ”الحكومة الشاذة”، والتي تجمع من كانوا ينعتون بعضهم البعض بالمفسدين.

وتساءل الكاتب الأول ، الذي كان يتحدث برنامج “ضيف الأولى” الذي تبثه الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، هل هناك فعلا أغلبية حكومية، مشيرا في السياق ذاته إلى تباين مواقف وزرائها وتعارضها بخصوص عدد من القضايا.

وعلى العكس من الترويج لأن قوة رئيس الحكومة نابعة من ضعف المعارضة، قال إن قوة عبد الإله بنكيران نابعة من ضعف مكونات الائتلاف الحكومي الذي يقوم بإصلاحات على حساب المواطنين، مؤكدا أن ضعف الأغلبية الحكومية يجعل قائدها في مواجهة مباشرة.

وأوضح ادريس لشكر أن رئيس الحكومة قدم استقالته من الدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى للمغرب مثل التعليم وقضية الصحراء المغربية، وتحول في الوقت ذاته الى مهاجم للمكتسبات التي حققها المغرب، مطالبا إياه بأن ينسحب رأفة بهذا البلد. .

واستعرض الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في هذا البرنامج، الذي ينشطه الصحفي محمد التيجيني، الجهود التي بذلها الاتحاد منذ حكومة التناوب الأولى، في جوانبها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية من أجل التغيير، وكذا جهوده اليوم من موقعه في المعارضة بتتبع عمل حكومة لم تتمكن منذ أربع سنوات من تدبير أمورها وفق استراتيجية أو مشروع شمولي.

وقال ادريس لشكر، في هذا البرنامج الذي تميز بمشاركة الزميلة صباح بنداود من الاذاعة الوطنية واحسان الحافظي من يومية “الصباح”، أن ما يمكن اعتباره جرأة في ما يتعلق بمجموعة من الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الحالية، والتي مست عددا من القطاعات وجيوب المواطنين، هو بالنسبة للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية “إجراءات تقشفية”.

وتحدث الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في هذا البرنامج، عن تعثر الحوار الاجتماعي في الوقت الذي عرفت فيه الجبهة الاجتماعية دينامية حقيقية، وأيضا التضييق على دور المعارضة في البرلمان لمناقشة الشأن العمومي بما فيه ضرب للديمقراطية.

واشار ادريس لشكر الى أن الحكومة الحالية، التي استفادت من قرار المجلس الدستوري بخصوص القانون الداخلي، تتحدث أكثر من الفعل، هذا في الوقت الذي لم تتمكن من الرد على الاسئلة الكتابية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي تجاوزت 10 آلاف سؤال. وأشار ادريس لشكر الى أن قائد الاغلبية الحكومية لا يتردد كلما سنحت له الفرصة في تبديد الرأسمال اللامادي المغربي، والتشويش على الاستثناء المغربي وصورته الايجابية في محيطه الاقليمي والدولي المتسمة بالاستقرار والأمن.
وأضاف ادريس لشكر أن عبد الاله بنكيران لا يتردد، في أكثر من مناسبة خاصة خارج الوطن، في نسف كل الجهود التي بذلها المغرب وتضحيات الشعب المغربي لتحقيق دولة المؤسسات.
وأوضح الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن عبد الاله بنكيران، بالرغم من الصلاحيات التي يمنحها له الدستور، فإنه لا يتردد في تسويق انطباع يريد منه أن يرسخ لدى المواطن كونه مجرد موظف لدى جلالة الملك.

واستغرب ادريس لشكر أن تعتقد الحكومة أن المغرب بتلك الهشاشة التي يمكن لفيلم من قبيل “الزين لي فيك” لمخرجه نبيل عيوش أن يساهم في زعزعة المجتمع المغربي، معتبرا ذلك تبخيسا لمغرب الرموز ولتاريخه وكذا لعاداته وتقاليده المتجذرة في مجتمعه.

وشدد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بخصوص منع فيلم “الزين لي فيك ” على أن لا حق لأي أحد أن يكون وصيا على الفن والابداع المغربي، ويقول له “ها لي صالح ليك وها لي ما صالحش ” ، في تناقض كامل مع قولهم وفعلهم، مشيرا الى المواقف المتباينة داخل الائتلاف الحكومي ما بين وزير السياحة ووزير الاتصال على سبيل المثال بخصوص حفل “جنيفير لوبيز” ، مؤكدا أن موازين القوى اختلت اليوم، ومالت لصالح قوى المحافظة بعد الحراك العربي.

وفي هذا الصدد أبرز ادريس لشكر أن المغرب يشكل نموذجا يحتذى به، لما ينعم به من تنوع وتعدد الروافد، مشيرا الى أن فعاليات مهرجان “موازين ـ إيقاعات العالم” بمنصاته الخمس، تجسيد لكل هذه المكتسبات وما الجمهور الذي حج إليه بالآلاف من كل المستويات الاجتماعية والفئات العمرية، دون تسجيل حالات اغتصاب أو اعتداء، إلا دليل على ما يتمتع به المغرب من أمن واستقرار غير أن المؤكد اليوم ـ يضيف ـ أن ثمة جهدا من أجل ترويض المغاربة للقبول بالوصاية .

واستغرب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الموقف الشاذ للحكومة الذي اختزل كل التنوع والتعدد والأمن والاستقرار في سيقان عارية لمغنية دولية، مشيرا الى أن حضور هذا الجمهور هو دفاع عن خياراتهم، ومشددا على ضرورة احترام المغاربة الذين تابعوا كل الأصناف من الابداع.
وذكر إدريس لشكر في هذا السياق أن مهرجان “موازين ـ ايقاعات العالم” الابن الشرعي لمهرجان الرباط الذي كان مبادرة للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

وبالمقابل كشفت مصادر من الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزيون أن حلقة أول أمس من برنامج “ضيف الأولى” حققت نسبة مشاهدة غير مسبوقة في تاريخ البرنامج على القناة الأولى.

وأوضحت ذات المصادر أن حلقة “ضيف الأولى” الاخيرة التي حل فيها ادريس لشكر، الكاتب الاول للحزب ضيفا سجلت أعلى مستوى في نسبة مشاهدة البرنامج في ذات المساحة الزمنية من البث.

وللاشارة عاد محمّد تيجيني، صاحب برنامج “ضيف الأحد” سابقا على القناة “الأولى”، منذ ابريل الماضي إلى القناة الأولى ببرنامج جديد مباشر سيتم بثه بوتيرة نصف شهريّة..

وينشط التيجيني ضمن التجربة الجديدة برنامجا حواريا من ساعة ونصف بحضور شخصية عموميّة، وبتواجد صحفيّين يشاركون ضمن النقاش..

 

جدير بالذكر أن الإطلالة التلفزية الجديدة لتيجيني، بإعداد وتقديم “ضيف الأولى”، هي من الإنتاج الداخلي للشركة الوطنية للاذاعة والتلفزيون ، حيث خصص له اعتماد مالي هامّ بالنظر إلى كون بلاطُو البرنامج هو الأضخم في تاريخ « دار لبريهي».

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية