اختار الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر،القلعة الاتحادية الصامدة مدينة أكادير لإعطاء انطلاقة حملة الانتخابات الجماعية والجهوية، وذلك لعدة اعتبارات منها أن الاتحاد الاشتراكي، راكم تجارب متميزة وناجحة في التسيير والتدبير للشأن المحلي بهذه المدينة منذ 1976،كما أن منطقة سوس، ناضلت وكافحت على مدى عقود من الزمن من أجل الحرية والكرامة وتحقيق الديمقراطية محليا وجهويا ومركزيا..

في كلمة ألقاها في التجمع الخطابي الحاشد الذي عقده الاتحاد الاشتراكي بمدينة أكادير، زوال يوم الأحد 23 غشت 2015،تحت شعار:”من أجل انطلاقة تنموية جديدة لمدينة أكَادير”،انتقد إدريس لشكر مجددا ،الحكومة التي اختارت توقيتا غير مناسب تماما لإجراء الانتخابات الجماعية والجهوية خاصة أن شهر غشت من كل سنة، هو فترة عطلة بامتياز، يتنقل فيه معظم السكان إلى عدة مناطق خاصة إلى المدن الساحلية الشاطئية، في فترة اشتداد الحرارة، مما يفوت على عدد كبير منهم فرصة المشاركة بتصويتهم في هذه الانتخابية.

أضاف الكاتب الأول أن اختيار هذا التوقيت بالضبط، ينم عن نية مبيتة من الحكومة، غايتها التلاعب بنتائج الانتخابات من جهة، وعدم ضمان المشاركة المكثفة للناخبين المغاربة ودفعهم إلى العزوف من جهة أخرى،وهروبا من محاسبة صناديق الاقتراع للعمل الحكومي لمدة أربع سنوات الذي لا يعرف تدبيره للشأن العام إلا تراجعا خطيرا عن المكتسبات السابقة منها المس بالحريات وتدني الخدمات الاجتماعية وتزايد الفقر والاقصاء والتهميش من جهة ثالثة.

لئن جاءت هذه الانتخابات الجماعية والجهوية لتحقيق مطلب التغيير الذي فرض أيضا إجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها،فيتحتم أن نتوجه جميعا إلى صناديق الاقتراع لنسائل أحزاب الأغلبية الحكومية.
استفسر لشكر،لماذا تعطلت أربع سنوات عن إجراء انتخابات جماعية وجهوية مباشرة تعديل الدستور وبعد الانتخابات التشريعية في إطار التغيير الذي طالب به الحراك الاجتماعي الذي قادته حركة 20 فبراير بالمغرب.

لنا أن نسائل أحزاب الائتلاف الحكومي أيضا عما حققته في التعليم والصحة والتشغيل والتنمية الشاملة في المجالين القروي والحضري،وتقوية الاستثمارات بالجهات،والقضاء على الفقر والتهميش والرشوى؟ وما ذا فعلت لتحصين الانتخابات المهنية الأخيرة التي عرفت هي الأخرى خروقات خطيرة منها البيع والشراء في أصوات المرشحين والمنتخبين بالغرف المهنية؟

شدد الكاتب الاول على أن الحال لو استمر على ما هو عليه في هذه الانتخابات، فإن ذلك سيؤثر ?لا محالة- على مستقبل المغرب، وسيضرب في عمق استقراره الذي تميز به عربيا وإفريقيا.وإذا استمرت هذه الأساليب والممارسات من بعض الأحزاب، فستؤدي حتما إلى فقدان روح المواطنة الحقة الوطنية الخالصة لدى المواطن.

وعليه، دعا لشكر الجميع لأن يستوعب رسالة الإصلاح والتغيير،وذلك بالذهاب كثافة إلى صناديق الاقتراع لقطع الطريق على المفسدين وحماية ما قد يتهدد الجماعات المحلية ومجالس الجهات من أخطار في مفهومها وكيانها،من أجل إنقاذها بعد إفلاس السياسات الحكومية.

كما دعا الناخبين ?أيضا- إلى المشاركة من أجل حماية الجماعة المحلية في إطار تحديثها وتأهيل خدماتها بما فيها تحديث طرق اتصال المواطنين بهذه الإدارة من أجل محاربة الرشوى والفساد بها،خاصة أن هذه المحطة أساسية لممارسة سلطة الناخبين وقناعتهم في اختيار مستقبل الجماعة والجهة،وهي أيضا أمانة في عنق الناخبين كما قال جلالة الملك في خطابه الأخير.

بخصوص منطقة سوس، ذكر الكاتب الأول أن علينا أن نسائل الحكومة يوم الاقتراع حول ما أنجزته بمدينة أكَادير؟وحول الكيفية التي ضخت بها ورصدت ميزانيات المدن،حين أغدقت على مدن مغربية محظوظة استثمارات هائلة في حين حرمت عاصمة سوس منها لأسباب تظل مجهولة،لأن ما تحقق لمدينة أكادير،من طريق سيار وسدود لتوفير المياه،وتوفير لبنيات التحتية،وكهربة العالم القروي وإيصال الماء الشروب إليه وغيرها من المنجزات، كانت في عهد الحكومات السابقة..

لم يفت الكاتب الأول في كلمته القيمة،أن ينصص على أن الحزب يراهن ?دائما- على التغييرفي تدبيرالشأن المحلي والجهوي، من أجل إتاحة فرصة الإبداع والاجتهاد في التصور والبرنامج وإعطاء انطلاقة عمل جديدة لأنه بدون التغيير، لا يمكن أن يكون هناك تطور وإبداع،كما لايمكن أن يستمر الشخص لأكثر من ولايتين، وإلا ستكون سوس عقيمة، لذلك ضخ الحزب دماء جديدة، وقدم اليوم بمنطقة أكَادير إداوتنان 90 في المئة من الأطرالجديدة الشابة ذات كفاءات متنوعة من أبناء وأحياء مدينة أكَادير والإقليم.
فقد ذهب عهد الأعيان في الحزب، يضيف لشكر،وأصبح الاتحاد كما كان سابقا: حزب التضحية والكفاح، لأن الأعيان ألغوا الديمقراطية، ولم يعترفوا بالمناضلين الشرفاء بهذه المدينة، الذين يعرفهم الكاتب الأول حق المعرفة منذ تجذرت علاقته بهم بداية من الحملة الانتخابية التشريعية بأكَادير، للزعيم التاريخي المرحوم عبد الرحيم بوعبيد سنة 1977.

في الختم،وعد الكاتب الأول الناخبين بمقترحات عديدة من بينها الاعتماد في تدبير الشأن الجماعي والجهوي على منهجية تشاركية، تعتمد الإصغاء والتشاور في التنمية والعمل على تطوير المؤسسات الجماعية والجهوية، حتى تكون في مستوى نظيرتها بالبلدان الغربية، وبذل مجهود كبير على مستوى الإدارة، والالتزام مع الناخبين بتنفيذ برنامج على المستويين المتوسط والبعيد،وتقديم خدمات للمواطن على مستوى إصلاح النقل وإصلاحه حتى يليق بكرامته، وتوفير الأمن، وتوفير فضاءات لائقة بالمدينة للشباب والأطفال والنساء.

في كلمته بالمناسبة، أكد الكاتب الجهوي عبد الكريم مدون،أن الاتحاد الاشتراكي بجهة سوس ماسة، راكم تجربة متميزة على المستوى الجماعات القروية والحضرية ومجالس الجهة منذ أزيد من ثلاثة عقود بكل من أكَادير وتارودانت وتزنيت وطاطا، مما طبعها بطابعه ومبادئه وقناعاته المتمثلة في نكران الذات وتغليب المصلحة العامة،واليوم يدخل تجربة جديدة في إطار دستور جديد، واختصاصات جديدة للجهات، مما يفرض تحمل مسؤوليتنا في هذه المرحلة الدقيقة.

مشددا على أن الكتابة الجهوية غطت معظم الدوائر الجماعية في هذه الانتخابات، وصل بعضها إلى مئة بالمئة، من أجل بسط التصور الاتحادي وإيصال برنامجه إلى عموم الناخبين بالبوادي والمدن بجهة سوس ماسة،بعد اختيار دقيق للمرشحين بناء على كفاءة عالية ومعيار خاص في النزاهة والاستقامة والانضباط .
بيد أن ثمة تحديات يراهن عليها حزبنا بهذه الجهة،يقول مدون،هي تجديد الثقة ورد الاعتبار للعمل السياسي النبيل والقيام بحملة انتخابية نظيفة، وتجاوز الفوارق بين مدن الجهة في البنيات والاستثمارات وضمان مشاركة مكثفة للناخبين في العالم القروي والحضري،ومحاربة التهميش والإقصاء والتوجه نحواستعمال التكنولوجيا الجديدة في التخطيط ووضع المشاريع..

من جهته،انتقد الكاتب الإقليمي البشير خنفر،السياسة المتبعة محليا ومركزيا التي حرمت مدينة خلال أربع سنوات، بحيث لم يصرف عليها درهم واحد من الاستثمارات، في الوقت الذي تدفقت فيه أموال كثيرة على مدن مغربية أخرى من أجل تأهيلها وتنمية اقتصادها وتطوير خدماتها ومرافقها،مما جعل الجميع يتساءل عن أسباب هذا الحصار الاستثماري المضروب على مدينة أكَادير.

بهذا الخصوص، طالب في كلمته بإعادة التوازن بين المدن،في هذا المجال،بتوزيع الاستثمارات بقسط، حتى تكون مدينة أكَادير في مستوى المدن المغربية الكبرى،وضمن المدن السياحية العالمية،خاصة أن عاصمة سوس تتوفرعلى مؤهلات سياحية واقتصادية وملاحية وثقافية وتراثية. كلمة القطاع النسائي التي ألقتها الأخت فاطمة أمهري، ألحت على أن دور المرأة في هذه المعركة الانتخابية هام وحاسم في تجديد نوعية المؤسسات الجماعية والجهوية، لأن المرأة تعد القوة الحاسمة في تحديد نتائج الاقتراع نظرا لحجم مشاركة المرأة في التصويت في جميع الانتخابات.

في العالم القروي،تمثل المرأة 70 بالمائة من الكتلة الناخبة، تؤكد أمهري،بحيث يتم استغلالها لترجيح كفة على أخرى،نظرا لعامل الأمية والفقر والخصاص الذي تعاني منه، لذلك تكون المستهدف الأول من قبل سماسرة الانتخابات وأعداء الديمقراطية ومحترفي شراء الذمم،لهذا توجهت إلى المرأة الناخبة من أجل المشاركة واختيار من يمثلها/ وتمثلها خيرتمثيل ويقدم برنامجا إصلاحيا وتنمويا للنهوض بأوضاعها ورفع التهميش والإقصاء عنها وتنمية مجالها القروي والحضري، خاتمة كلمتها بقولها “أصوات النساء الحرات ليست للبيع”.

أما كلمة الشبيبة الإتحادية التي تلاها بالنيابة عبد الكبير سحنون، فقد عبرت عن رغبة الشباب عن إنصافهم وتدشين مرحلة جديدة تقطع مع الأساليب النرجسية،ورفع الحيف الذي مورس على الشباب،مؤكدة على صمود الشبيبة الاتحادية الأكَاديرية الغيورة على الحزب، متوخية من هذه الانتخابات أن تكون عهدا جديدا في تدبير الشأن المحلي بالمدينة.

وكيل اللائحة العامة للانتخابات الجماعية بمدينة أكادير عبد اللطيف عبيد ،أعرب عن اعتزازه بترشحه لمواصلة مسار مديد دشنه الفقيد إبراهيم الراضي رحمه الله،إلى جانب ثلة من الاتحاديين الذين رسخوا أسس التدبير الديمقراطي المحلي،في تواصل دائم مع ساكنة أكَادير،وفي احترام تام لالتزامات المجلس تجاه الساكنة.

وتعهد بجعل أكادير،مدينة رائدة جهويا ووطنيا،وذات تنافسية عالية بين باقي المدن الكبرى بالمغرب،ومدينة قادرة على توفير فرص الشغل لشبابها، وتوفير شروط الحياة الكريمة لكل الفئات الاجتماعية وخاصة الطبقات المتوسطة والفقيرة، مدينة لا يشعر فيها المواطن البسيط بالتهميش ولايعاني من كل أشكال الإقصاء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والوجداني.

والتزم عبيد بتنفيذ سبعين إجراء تهم مختلف المجالات وتدشن أوراشا كبرى في مدينة حباها الله إمكانات بشرية وطبيعية وثقافية غنية ومتميزة،سبعين إجراء تشمل مشاريع مهيكلة ووازنة،مشاريع تخص البنيات الأساسية للتنمية الاقتصادية في التعمير والبيئة وجمالية المدينة وفي الخدمات الاجتماعية ومحاربة الفقر والتهميش الاجتماعي والتنشيط الثقافي والرياضي…

في السياق ذاته،تعهد وكيل اللائحة الجهوية لأكَادير إداوتنان حسن مرزوقي برفع العزلة المضروبة على الإقليم الذي يعيش عالمه القروي في شبه عزلة عن عالمه الحضري،وهذا راجع إلى السياسات المتبعة من طرف المجالس الجهوية السابقة التي كانت توزع الميزانيات والاعتمادات على الأقاليم بوازع حزبي ضيق أوانتماء إقليمي،مما حرم هذا الإقليم من العديد من المشاريع المهيكلة في مجال الطرق والبنية التحتية والخدمات الاجتماعية كالصحة والتعليم..

كما أكد في كلمته على بذل مجهوده الكبير،في مجلس الجهة،للتخفيف من حدة الأضرار التي لحقت الإقليم جراء السياسات اللاشعبية للحكومة الحالية التي أضعفت القدرة الشرائية للمواطنين العزل في المناطق الجبلية والتلية، حيث حرموا من الاعتمادات المخصصة للاستثمار العمومي،ولهذا ظلت القطاعات المرتبطة بمجالهم كالصيد التقليدي والسياحة الجبلية والبحرية والعمل التعاوني عرضة لبرامج مزاجية ظرفية بدون بعد استراتيجي. كما التزم برفع الحيف على مدينة أكَادير التي عانت كثيرا مع أنها تعد قطبا حضريا وعاصمة الإقليم والجهة،لكن رغم ذلك طالها التهميش على مستوى الاستثمارات العمومية خلافا لمدن أخرى،بحيث بقيت لمدة سنوات منكمشة على مشاريعها الصغرى.

تلكم هي بعض الاختلالات التي ألتزم بالترافع عن الإقليم،يقول مرزوقي، داخل مجلس الجهة،والدفاع عن المصلحة العامة للمواطنين،لهذا أدعو الناخبين إلى وضع الثقة في مرشحي الحزب باللائحة العامة والجهوية الممثلة لحزب الإتحاد الاشتراكي.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

من مقترحات تعديلات المعارضة الاتحادية إعفاء جمعيات المجتمع المدني 

يوسف إيدي لرئيس الحكومة: «أين نحن من الاكتفاء الصناعي؟»

حفل تسليم شهادات نهاية الدورة التدريبية بتعاون مع مؤسسة فريدريك إيبرت التابعة للحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني

في البيان العام للمجلس الوطني للشبيبة الاتحادية